الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان الميزان (نسخة منقحة)
وله رحلة إلى مصر والشام. قال الخطيب: كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. مات سنة سبع وثمانين وثلاث مِئَة وله تسعون سنة. فمن موضوعاته بإسناد له: أن نبيا شكا إلى الله جبن قومه فقال له: مرهم أن يستفوا الحرمل فإنه يذهب الجبن. انتهى. وقد نسبه ابن عساكر فقال: ابن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن همام سمع بالشام وبغداد والثغر من خلق كثير. روى عنه تمام وأبو نصر بن الجبان وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وآخرون. ووصفه تمام بالحفظ. وقال الأزهري: كان يحفظ وأساء الثناء عليه، وقال: كان دجالا كذابا ما رأيت له أصلا قط. واتهمه الدارقطني بالتركيب. وقال العتيقي: كان كثير التخليط. وقال أبو العلاء الواسطي: كان حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة، وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان يضع الحديث وقد كتبت عنه وكان له سمت ووقار قال: وسمعت من يذكر أنه لما حدث عن ابن العراد قيل: له متى سمعت منه؟ فذكر وقتا مات ابن العراد قبله بمدة لأنه زعم أنه سمع منه سنة عشر وثلاث مِئَة وكان ذاك قد مات سنة اثنتين وثلاث مِئَة فكذبه الدارقطني في ذلك وسقط حديثه. وكان مولده سنة سبع وتسعين ومئتين، ومات سنة سبع وثمانين وثلاث مِئَة، أرخه فيها العتيقي وقال: كان كثير التخليط. ومن مناكيره قال: حدثني مسعر بن علي بن مسعر المقرىء قال: حَدَّثَنا حريز بن أحمد أبو مالك القاضي حدثني العباس بن المأمون قال: حضرت المأمون وهو يأكل جبنا وجوزا فدخل عليه جبريل بن بختيشوع الطبيب فقال: يأكل أمير المؤمنين جبنا وجوزا وهما داءان! فقال: اسكت إنما هما داءان إذ انفردا فإذا اجتمعا صارا دواءين حدثني أبي الرشيد، عَن أبيه المهدي، عَن أبيه المنصور، عَن أبيه محمد بن علي، عَن أبيه على بن عبد الله بن عباس سمعت أبي يقول ذلك. قلت: ومسعر شيخه لا أعرفه وحريز بفتح المهملة وآخره زاي هو ولد أحمد بن أبي دؤاد القاضي المشهور ولهذا المتن طريق أخرى تَأتي فِي ترجمة محمد بن عُبَيد الله بن مروان [7132]. وقال أبو ذر الهروي: كتبت عنه في المعجم للمعرفة ولم أخرج عنه في تصانيفي شيئا وتركت الرواية عنه لأني سمعت الدارقطني يقول: كنت أتوهمه من رهبان هذه الأمة وسألته الدعاء لي فنعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر. وقال أبو ذر: يعني سبب ذلك أنه قعد للرافضة وأملا عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع وحدث بحديث كان الإمام ابن خزيمة تفرد به فقيل له: لو أخرجت أصلك بهذا فإن هذا حديث ابن خزيمة فكان جوابه للذي قال له ذلك: أنت تنسب إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو عقيم.
لا شيء.
ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين. وقد قال ابن طاهر: سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال: إمام في الحديث رافضي خبيث. قلت: الله يحب الإنصاف، ما الرجل رافضي بل شيعي فقط. ومن شقاشقه قوله: أجمعت الأمة على أن القتبي كذاب وقوله في أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولد مسرورا مختونا قد تواتر هذا وقوله: إن عَلِيًّا وصي. فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه. مات سنة خمس وأربع مِئَة. انتهى. والحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء لكن قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره. وذكر بعضهم أنه حصل له تغيير وغفلة في آخر عمره ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها. من ذلك: أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال فيه: هذا حديث صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال: إنه روى، عَن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه. وقال في آخر الكتاب: فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي جرحهم لأني لا أستحل الجرح إلا مبينا، وَلا أجيزه تقليدا والذي أختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا.
وقال أبو نعيم بن عَدِي الجرجاني: وقع بينهما كلام حتى خرج كل واحد منهما إلى الخشونة والوقيعة في صاحبه فقلت لابن أبي شيبة: ما هذا الاختلاف الذي بينكما؟ فذكر لي أحاديث أخطأ فيها مطين وأنه رد عليه يعني فهذا مبدأ الشر. وذكر أبو نعيم فصلا طويلا إلى أن قال: فظهر لي أن الصواب الإمساك عن القبول من كل واحد منهما في صاحبه. قلت: مطين وثقه الناس وما أصغوا إلى ابن أبي شيبة. توفيا سنة 297. انتهى. وقد أنكر موسى بن هارون الحافظ أيضًا على مطين أحاديث لكن ظهر الصواب مع مطين. وقال الحاكم في تاريخه: سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول: سمعت أبا تراب الموصلي- هو محمد بن إسحاق بن محمد- يقول: جمع موسى بن هارون، عَن أبي جعفر الحضرمي ثلاث مئة حديث أنكرها عليه فكتبتها وخرجت إلى الكوفة فدخلت على أبي جعفر فسألني فلما خلا بي قال: ما هذا الذي يبلغني، عَن أبي عمران تاب الله علينا وعليه؟ فقلت: قد جمعت الأحاديث التي يذكرها فقال: ائتني بها فأتيته بها فقال: أُذكر حديثا حديثا فكنت أذكر الحديث فيقوم ويخرجه من أصل كتابه في مجالس كَتْبِه حتى أخرجها كلها من أصوله.
أخرجه الدارقطني في الغرائب من رواية محمد بن سعيد القاضي عنه وقال: لا يصح بهذا الإسناد، والمقابري ضعيف.
وعنه أبو بكر بن شاذان، وَابن حيويه وجماعة. وثقه الخطيب ولكن روى له خبرا باطلا وحكم بأنه تفرد به وأنه غلط فقال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن جيان حَدَّثَنا محمد بن عبد الله بن يوسف حدثنا ابن عرفة حَدَّثَنا أبو معاوية، عَن الأَعمش، عَن أبي صالح، عَن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت فيها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي». وقال الخطيب: وأخبرنا به الجوهري أخبرنا ابن شاهين حَدَّثَنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق حَدَّثَنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو معاوية، عَن الأَعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ما مررت بسماء... فذكره. ثم سكت الخطيب عن هذا أيضًا وهو باطل ما أدري من نَغُسُّ فيه فإن هؤلاء ثقات. ثم قال: وعند ابن عرفة فيه إسناد آخر فذكره من جزء ابن عرفة: حدثني عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عَن عَبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن المقبري، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي». قلت: الغفاري متهم بالكذب، فهذا عنه محتمل وأما، عَن أبي معاوية فلا والله.
قال الدارقطني في مسند أبي بكر من كتاب العلل: كان ضعيفا. انتهى. والحديث الذي أشار إليه حدث به عن حماد بن خالد عن مالك وعن أبي قطن عن ابن أبي ذئب كلاهما، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد عن عثمان بن عفان، عَن أبي بكر أنه سأله ما نجاة هذا الأمر؟... الحديث. وقد ذكره في غرائب مالك بعد أن أخرجه من طريق الباغندي عن الجهبذ: هذا حديث غير محفوظ.
قال ابن الصلاح في الخامس والخمسين من علوم الحديث: غير مشهور.
أملى علي فقال: حَدَّثَنا علي بن العباس المقانعي وهو في كتابي الآن على الخطأ، وَلا أعلم من حدثه به عن المقانعي وكنت مبتدئا، مات بهيت سنة عشر وأربع مِئَة.
وتكلم فيه أبو عمران الفارسي ومسلمة بن القاسم وقال: أخذ كتب ابن قاسم القروي ونسبها لنفسه وحملت عنه وحدث عن ابن الأعرابي بتاريخ يحيى بن مَعِين ولم يسمعه منه. وقال أبو محمد بن مفوز: كان فقيه عصره مات سنة 341.
قال البخاري في تاريخه: حدثني به هشام بن عبد الملك عن عمار بن عمارة عنه. مجهول بمرة، قاله أبو حاتم.
ضعفه ابن مَعِين. انتهى. وسيأتي في من أبوه عُبَيد الله مصغر [بعد 7131].
قال الأزدي: مجهول. روى عبد الله بن صالح عنه، عَن الأَعمش عن إبراهيم عن علقمة، عَن عَبد الله رضي الله عنه مرفوعا قال: ليس من عالم إلا قد أخذ الله ميثاقه يدفع عنه مساوىء عمله بمحاسن عمله إلا أنه لا يوحى إليه. فهذا كذب. انتهى. قال الأزدي: منكر لا يصح.
|